وليصل لك كل جديدنا تـابعنا بتويتر Follow @bein_live
كيف ظهرت كذبة ( جهاد النكاح ) :
من بدأ الكذبة ومن نشرها وكيف استطاعت وسائل الإعلام الموالية لبشار تضليل و خداع الناس
فتوى جهاد المناكحة أو فتوى جهاد النكاح هي فتوى ملفقة منسوبة للشيخ محمد العريفي اخترعتها جهات إعلامية مؤيدة لبشار الأسد ، بدأت بنشرها قناة تلفزيونية تابعة لحزب الله بهدف تشويه الصورة .
تدعو هذه الفتوى الملفقة النساء إلى التوجه نحو الأراضي السورية من أجل إمتاع مقاتلي الجيش الحر لساعات قليلة بعقود زواج شفهية من أجل المتعة و تشجيعهم على القتال .
انطلقت إشاعة الفتوى المزيفة من عدد من مواقع الأنترنيت الموالية لبشار الأسد لتفتري على الشيخ محمد العريفي أنه قال حسابه على تويتر (( زواج المناكحة التي تقوم به المسلمة المحتشمة البالغة 14 عاما فما فوق او مطلقة او ارملة جائز شرعا مع المجاهدين في سورية وهو زواج محدود الاجل بساعات لكي يفسح المجال لمجاهدين اخرين بالزواج كذلك وهو يشد عزيمة المجاهدين وكذلك وهو من الموجبات دخول الجنة لمن تجاهد به))
الهدف من نشر هذه الأكذوبة هو :
1-تشويه صورة الجيش الحر
2-تشويه صورة العريفي بسبب تهجمه على السيستاني
3-تبرير زواج المتعة المنتشر في ايران
وفور انتشار الخبر الملفق سارع الشيخ العريفي إلى تكذيبه في تويتر وعلى شاشات التلفزيون
ثم أثبت خبراء متخصصون بشكل قاطع فبركة الخبر لعدة أسباب
1-بسبب نوعية الخط الذي كتبت به حيث أن هذا الفونت المستخدم غير موجود في موقع تويتر
2-تجاوز التغريدة الزائفة لعدد الأحرف المسموح به في تويتر ، حيث أن تويتر لا يسمح بأكثر من 140 حرفا للتغريدة الواحدة والتغريدة الزائفة تجاوزت 200 حرف .
3-زواج المتعة وهو الزواج المؤقت محرم شرعا ولابد لعقد الزواج أن يكون أبديا
4-ركاكة الأسلوب الذي كُتب به هذا " الهذيان" كما وصفه أحد الدعاة حيث أن أسلوب العريفي معروف تماما لمتابعيه
بعد أن شاعت التغريدة في وسائل الإعلام التابعة لإيران وبشار وحزب الله، و صدَّقها من صدَّقها و كذَّبها من كذَّبها؛
جاء الدور على المرحلة الثانية من المخطط الإعلامي الموالي للنظام السوري، بنقل القضية إلى وسائل الإعلام الأجنبية أولا، دفعا للشبهة، خشية الكشف عن مصدرها و مروِّجها
ليعود الإعلام النصيري والإيراني لإعادة تقديم الخبر بطريقته كأي خبر عادٍ، بحيادية مصطنعة و مجرد استعراض لردود أفعال المجتمعات الإسلامية من هذه الفتوى، التي لم تعن لكثيرين شيئا قبل أن تجعلها قناة العالم و المنار و الجديد التابعة لبشار مادتها الدسمة و محور تغطياتها التلفزية في أوقات الذروة.
قناة الجديد اللبنانية لمالكها الداعم لحزب الله و الأجندة السورية بلبنان (تحسين خياط)، كانت أولى القنوات التي نشرت التغريدة، مخصصة لها تعليقات و متابعة هامة، (الجديد) لم تقف عند حد الجزم بنسبة الفتوى للعريفي، بل تعدَّت ذلك إلى حد الحديث عن استقبال مقاتلي الجيش الحر لها و تعميمها في أوساطهم و ترحيبهم بها، و تناقلها بين كثيرات من بنات بعض الدول المغاربية، ممثلة بتونس التي لبت نداء فتوى العريفي فيها فتاة تدعى "رحمة" و التي انتقلت إلى سورية للمارسة الجهاد موضوع التغريدة.
العريفي لم يتوانى في تكذيب ما نسب إليه، فبعد ايام قليلة من حملة القناة اللبنانية ضده، علق العريفي في إحدى تغريداته على حسابه الرسمي الوحيد في تويتر قائلا:" ما بثته قناة الجديد التابعة لبشار، وأتوقع أن تبثه قنوات الرافضة، حول تغريدة مركبة على اسمي(فوتوشوب)، حول زواج المناكحة المجاهدين بسوريا، كذبٌ"
رغم البيان، و رغم العديد من لقاءاته بمحبيه ضمن برامجه الدعوية و لقاءاته التلفزيونية التي استنكر فيها ما نسب إليه، استمرت مؤيدو النظام السوري في تلفيق المزيد من التغريدات التي تدور مواضيعها حول أحداث سورية، و بعض القضايا الدينية، مستعينين بوضع حسابات مزيفة باسم العريفي، مستفيدين من الأخطاء الساذجة التي واكبت المرحلة الأولى.
إلا أن العريفي عاد من جديد ليحذر محبيه من التعامل مع أي حساب باسمه عدا حسابه الرسمي الوحيد الذي يُحيل إليه موقعه الإلكتروني، و الذي يقارب عدد متابعيه حوالي الأربعة ملايين و نصف المليون شخص، كعلامة واضحة على حقيقة حسابه بدل حسابات حديثة لا تتجاوز بضع مئات أو آلاف من المتابعين، و تقدر بأكثر من مئة حساب.
قناة العالم الإيرانية من جهتها دخلت على خط اللعبة مبكرا وبثت في إحدى نشراتها الإخبارية تقريراً مطولاً عن جهاد المناكحة واتهمت فيه الشيخ العريفي بإصدار هذه الفتوى ،
ورغم طول التقرير الذي بثته قناة العالم الإيرانية ودعمه بكثير من الصور والفيدوات إلا أن التقرير عجز عن عرض ولو مقطع صغير يثبت صدور مثل هذه الفتوى من الشيخ العريفي إنما اكتفى بعرض صور قديمة لخطب العريفي دون صوت
وبدل الحديث عن حالة فتاة واحدة اسمها "رحمة" نقلت القناة الخبر بالحديث عن فتيات تونسيات كثيرات ّ سافرن إلى سوريا من أجل إشباع رغبات جنسية لرجال يقاتلون في سوريا، مستعينة بمقطع فيديو لنداء أبوي "رحمة" المفجوعين من غياب ابنتهما مدة 3 أيام، و الذي يظهر الأب في حالة بكاء هستيري بسبب ما بلغه من استجابة ابنته لفتوى "المناكحة المزعومة" والذي ثبت فيما بعد أنها مادة مفبركة تماما وان اختفاءها كان بسبب مشاكل أسرية .
الموقع الإخباري التونسي "صدى" نفسه الذي تولى تسجيل و بث نداء أبوي "رحمة"، عاد بعد أيام قليلة إلى إعادة بث تسجيل جديد لعودة "رحمة" إلى بيتها يوم 27/02/2013، مفنذة بذلك القصاصات و التحليلات الإخبارية المغرضة التي لا زالت بعض المواقع المشبوهة إلى حد الساعة تتفنن في بثها، رغم قضاء "رحمة" لأكثر من شهر بين أحضان أمها , أبيها اللذين استاءا كثيرا من الإشاعات التي لازمت اختفاء ابنتهما ذات الـ 16 ربيعا، و التي نددت بدورها بمن حاولا تشويه سمعتها و سمعة بلدها تونس
لكن القنوات التابعة لبشار وايران تجاهلت عودة رحمة لوالديها وتجاهلت هذا التسجيل تماما .
بعض القنوات لم تكتف بالكذب بل بدات تخترع القصص والحكايات عن عودة عدد كبير من النساء التونسيات حوامل من سوريا .
ورغم أن جميع التقارير كانت تعتمد على صوت المذيع وصور دون صوت ولم تقدم حتى حالة واحدة كدليل على مصداقية الخبر
رغم كل هذا التضليل استمرت قنوات العالم والجديد والميادين والمنار وبعض القنوات العراقية بعرض الموضوع وكأنه حقيقة مسلمة
قنوات علمانية أخرى دخلت على الخط وطارت بالأكذوبة
336