وليصل لك كل جديدنا تـابعنا بتويتر Follow @bein_live
بسم الله الرحمن الرحيم
كلام رائع لابن القيم في وصف حال عبّـاد القبور .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله - ، في كتابه ’’ إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ‘‘ :
’’ فَمِنْ مفاسدِ اتخاذِها [ القبور ] أعيادا : الصلاةُ إليها ، والطوافُ بها ، وتقبيلُها واستلامُها ، وتعفيرُ الخدودِ على تُرابِها ، وعبادةُ أصحابها والاستغاثةُ بهم ،
وسؤالُهم النصرَ والرّزقَ والعافيةَ وقضاءَ الديونِ وتفريجَ الكرباتِ وَإِغاثةَ اللهَفَاتِ ، وغَيْرَ ذلك من أنواع الطَّلِبَاتِ ، التي كان عُبَّادُ الأوثان يسألونها أوثانَهُم .
فَلَوْ رَأَيْتَ غُلاةَ المتخذين لها عِيدا ، وَقد نزلوا عن الأكوار والدواب إذا رأوها من مكان بعيد ، فَوَضَعُوا لها الجِبَاهَ ، وقَبَّلُوا الأرض ، وكشفوا الرءوس ، وارتفعت أصواتُهم بالضجيج ، وتباكَوْا حتى تَسْمَعَ لَهُمُ النشيجَ ، وَرَأَوْا أنهم قد أَرْبَوْا في الرِّبح على الحجيج ، فاستغاثوا بِمَنْ لا يُبْدِي ولا يُعِيد ، وَنَادَوْا ولكنْ من مكان بعيد ، حتى إذا دَنَوا منها ، صلَّوْا عند القبر ركعتين ، وَرَأَوْا أنهم قد أحرزوا من الأجر ولا أَجْرَ مَنْ صلَّى إلى القِبلتين ، فَتَرَاهُم حَوْلَ القبر رُكَّعَا سُجَّدا ، يبتغون فضلا من الميت ورضوانا ، وقد مَلأوا أَكُفَّهُم خَيْبَةً وخُسرانا .
فَلِغَيْرِ الله ؛ بل للشيطان ما يُراق هناك من العَبَرَات ، ويَرتَفِعُ من الأصوات ، ويُطْلَب من الميت من الحاجات ، ويُسألُ من تفريج الكُرُبات ، وإغناءِ ذوي الفاقات ، ومُعافاةِ أُولِي العاهات والبَلِيَّات .
ثم انثَنَوْا بعد ذلك حول القبر طائفين ، تشبيها له بالبيت الحرام الذي جعله الله مباركا وهدى للعالَمين ، ثم أَخَذُوا في التقبيل والاستلام ، أَرَأَيْتَ الْحَجَرَ الأسْوَدَ وَمَا يَفْعَلُ بِهِ وَفْدُ البيتِ الحرامِ ؟ ، ثم عَفّرُوا لَدَيْهِ تلك الجِبَاهَ والخدود ، التي يَعلم الله أنها لم تُعَفَّرْ كذلك بين يديه في السجود ، ثم كَمَّلُوا مناسك حَجِّ القبر بالتقصير هناك والْحِلاَق ، واستمتعوا بِخَلاَقِهِمْ مِنْ ذلك الوَثَنِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لهم عند الله مِنْ خَلاَق ، وقَرَّبُوا لذلك الوثنِ القرابينَ ، وكانت صلاتهم ونُسُكُهُمْ وقربانُهم لغير الله رب العالمين .
فلو رأيتَهم يُهَنِّىءُ بعضُهم بعضا ويقولُ : أَجْزَلَ الله لنا ولكم أَجْراً وَافِراً وَحظّا .
فإذا رجعوا سأَلَهُم غُلاةُ المتَخَلِّفين أنْ يَبِيعَ أَحَدُهُم ثَوابَ حَجَّةِ القبرِ بِحَجِّ المتخلف إلى البيت الحرام ، فيقول : لا وَلَوْ بِحَجِّكَ كُلَّ عَام .
هذا ، ولم نَتَجَاوَزْ فيما حكيناه عنهم ، ولا استقصينا جميعَ بِدعِهِم وضلالهم ، إذ هي فوق ما يَخْطُرُ بِالبال ، أو يدور في الخيال ، وهذا كان مبدَأَ عبادة الأصنام في قوم نوح - كما تقدم - .
وكُلُّ من شَمَّ أدنى رائحةٍ من العلم والفقه ، يَعْلَم أَنَّ مِنْ أَهَمِّ الأمور ، سَدَّ الذريعة إلى هذا المحذور ، وأن صاحبَ الشرع أعلمُ بعاقبة ما نَهَى عنه لما يؤول إليه ، وأَحْكَمُ في نَهْيِهِ عنه وَتَوَعُّدِهِ عليه ، وأن الخيرَ والهُدَى في اتباعه وطاعته ، والشرَّ والضلالَ في معصيته ومخالفته ...‘‘
انتهى كلامه رحمه الله .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله - ، في كتابه ’’ إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ‘‘ :
’’ فَمِنْ مفاسدِ اتخاذِها [ القبور ] أعيادا : الصلاةُ إليها ، والطوافُ بها ، وتقبيلُها واستلامُها ، وتعفيرُ الخدودِ على تُرابِها ، وعبادةُ أصحابها والاستغاثةُ بهم ،
وسؤالُهم النصرَ والرّزقَ والعافيةَ وقضاءَ الديونِ وتفريجَ الكرباتِ وَإِغاثةَ اللهَفَاتِ ، وغَيْرَ ذلك من أنواع الطَّلِبَاتِ ، التي كان عُبَّادُ الأوثان يسألونها أوثانَهُم .
فَلَوْ رَأَيْتَ غُلاةَ المتخذين لها عِيدا ، وَقد نزلوا عن الأكوار والدواب إذا رأوها من مكان بعيد ، فَوَضَعُوا لها الجِبَاهَ ، وقَبَّلُوا الأرض ، وكشفوا الرءوس ، وارتفعت أصواتُهم بالضجيج ، وتباكَوْا حتى تَسْمَعَ لَهُمُ النشيجَ ، وَرَأَوْا أنهم قد أَرْبَوْا في الرِّبح على الحجيج ، فاستغاثوا بِمَنْ لا يُبْدِي ولا يُعِيد ، وَنَادَوْا ولكنْ من مكان بعيد ، حتى إذا دَنَوا منها ، صلَّوْا عند القبر ركعتين ، وَرَأَوْا أنهم قد أحرزوا من الأجر ولا أَجْرَ مَنْ صلَّى إلى القِبلتين ، فَتَرَاهُم حَوْلَ القبر رُكَّعَا سُجَّدا ، يبتغون فضلا من الميت ورضوانا ، وقد مَلأوا أَكُفَّهُم خَيْبَةً وخُسرانا .
فَلِغَيْرِ الله ؛ بل للشيطان ما يُراق هناك من العَبَرَات ، ويَرتَفِعُ من الأصوات ، ويُطْلَب من الميت من الحاجات ، ويُسألُ من تفريج الكُرُبات ، وإغناءِ ذوي الفاقات ، ومُعافاةِ أُولِي العاهات والبَلِيَّات .
ثم انثَنَوْا بعد ذلك حول القبر طائفين ، تشبيها له بالبيت الحرام الذي جعله الله مباركا وهدى للعالَمين ، ثم أَخَذُوا في التقبيل والاستلام ، أَرَأَيْتَ الْحَجَرَ الأسْوَدَ وَمَا يَفْعَلُ بِهِ وَفْدُ البيتِ الحرامِ ؟ ، ثم عَفّرُوا لَدَيْهِ تلك الجِبَاهَ والخدود ، التي يَعلم الله أنها لم تُعَفَّرْ كذلك بين يديه في السجود ، ثم كَمَّلُوا مناسك حَجِّ القبر بالتقصير هناك والْحِلاَق ، واستمتعوا بِخَلاَقِهِمْ مِنْ ذلك الوَثَنِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لهم عند الله مِنْ خَلاَق ، وقَرَّبُوا لذلك الوثنِ القرابينَ ، وكانت صلاتهم ونُسُكُهُمْ وقربانُهم لغير الله رب العالمين .
فلو رأيتَهم يُهَنِّىءُ بعضُهم بعضا ويقولُ : أَجْزَلَ الله لنا ولكم أَجْراً وَافِراً وَحظّا .
فإذا رجعوا سأَلَهُم غُلاةُ المتَخَلِّفين أنْ يَبِيعَ أَحَدُهُم ثَوابَ حَجَّةِ القبرِ بِحَجِّ المتخلف إلى البيت الحرام ، فيقول : لا وَلَوْ بِحَجِّكَ كُلَّ عَام .
هذا ، ولم نَتَجَاوَزْ فيما حكيناه عنهم ، ولا استقصينا جميعَ بِدعِهِم وضلالهم ، إذ هي فوق ما يَخْطُرُ بِالبال ، أو يدور في الخيال ، وهذا كان مبدَأَ عبادة الأصنام في قوم نوح - كما تقدم - .
وكُلُّ من شَمَّ أدنى رائحةٍ من العلم والفقه ، يَعْلَم أَنَّ مِنْ أَهَمِّ الأمور ، سَدَّ الذريعة إلى هذا المحذور ، وأن صاحبَ الشرع أعلمُ بعاقبة ما نَهَى عنه لما يؤول إليه ، وأَحْكَمُ في نَهْيِهِ عنه وَتَوَعُّدِهِ عليه ، وأن الخيرَ والهُدَى في اتباعه وطاعته ، والشرَّ والضلالَ في معصيته ومخالفته ...‘‘
انتهى كلامه رحمه الله .
336