1

2




كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ

وليصل لك كل جديدنا تـابعنا بتويتر


بسم الله الرحمان الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع اليوم مستوحى من مشهد وقع أمام عيني بين شخصين ظاهرهما الإستقامة
الكثير منا قبل أن يستقيم على دين الله عز وجل أو كان حديث عهد بإستقامة وبفهم قاصر لكثير من الأمور
كانت تصدر منه بعض التصرفات التي وإن اجتهد فيها إلا أنها قد تبدو عند من هم أقدم منه إستقامة من الهفوات 
فلا تأتي الآن وأنت على خير وصلاح في دينك لتتهم من هم دونك في المستوى أو لا يزالون في بادئ استقامتهم
بتهم ربما قد تأثر عليهم سلبيا أو أنك تستهزئ منهم على فهم خاطئ صدر منهم
أهذه هي الدعوة إلى الله عزوجل أهذا هو هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأمور
تعالى وانظر معي إلى موقف وقع من عمار ابن ياسر رضي الله عنه عندما تأول مسألة التيمم و تمرغ في التراب ظانا منه أنه يعم
بدنه بالتراب كما يعمه بالماء عندما أصابته الجنابة
أليس موقف عمار رضي الله عنه كموقف هذا الأخ الذي استهزئت منه
فانظر إلى رد النبي عليه الصلاة والسلام على عمار قال له إنما يكفيك أن تفعل هكذا صلوات الله وسلامه عليه
والحديث بتمامه 
عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال :{ بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ، فأجنبت ، فلم أجد الماء ، فتمرغت في الصعيد ، كما تمرغ الدابة ،
ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال :
إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا - ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ، ثم مسح الشمال على اليمين ، وظاهر كفيه ووجهه.} رواه البخاري ومسلم
انظر إلى الأخلاق الفاضلة يامن تزعمون أنكم على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وعلى طريقه سائرون
ثم إنك قد مررت بتلك الأطوار وقد كنت لا ترضى أن تعامل كما تعامل اليوم غيرك
قال الله -عز وجل-:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ
كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً] النساء:94
قال الشاعر
فلا تغضبنْ من سيرة أنت سرتَها *** فأول راضٍ سنةً من يسيرها
فعلى الإنسان أن يتغاضى عن تلك الزلات وأن يتحلم عن تلك العثرات كما عليه أن يعلم الناس الخير وأن يدعوا إلى دين الله عز وجل على بصيرة وبرفق
ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
والحمد لله رب العالمين 
الأمر الأول

336