1

2




- ما حكم السلام على الصبيان؟ .

وليصل لك كل جديدنا تـابعنا بتويتر


 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 
ما حكم السلام على الصبيان؟ .
 

ورد عن أنسٍ -رضي الله عنه-:
((أن النبي -عليه الصلاة والسلام- مر على صبيان فسلم عليهم))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]
وكان عليه الصلاة والسلام يفعل هذا دائماً, فهذا الصبي الصغير يجب أن تهتم به.
كلكم يعلم: أن سيدنا عمر -رضي الله عنه- حينما كان يمشي في المدينة، رأى مجموعةً من الغِلمان، لما رأوه تفرقوا، إلا واحداً منهم, قال: يا غلام لمَ لمْ تهرب مع من هرب؟! قال: أيها الأمير, لست ظالماً فأخشى ظلمك, ولست مذنباً فأخشى عقابك, والطريق يسعني ويسعك .
ومثل هذا الغلام, فقد دخل مرة على سيدنا عمر بن عبد العزيز وفد من الحجاز, ويتقدم الوفد غلام، فامتعض سيدنا عمر منه لما أراد أن يتحدث باسم الوفد, وقال: اجلس أيها الغلام وليقم من هو أكبر منك سناً, فقال: أصلح الله الأمير, المرء بأصغريه قلبه ولسانه, -فإذا وهب الله العبد لساناً لافظاً وقلباً حافظاً فقد استحق الكلام-, ولو أن الأمر كما تقول, لكان في الأمة من هو أحق منك بهذا المجلس.
أي أن هذا الصغير إذا عرف أن المسلمين يقدِّرونه، ويقدرون وجوده في المسجد، ويحبون وجوده في المسجد، ويكرمون وجوده في المسجد، فإنه ينشأ على حب بيوت الله، وهذا الشاب الذي تعلَّق قلبه في المساجد من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.
إذاً: من السنة أن تسلم على الصبيان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:
((من كان له صبيٌ فليتصابى له))
وكلكم يعلم: كيف كان يركب الحسن والحسين على ظهره الشريف ويقول:
((نعم الجمل جملكما! ونعم العدلان أنتما))
[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير]
وكيف كانت الجارية -أي البنت الصغيرة- تأخذه من يده -صلى الله عليه وسلم-, وتقوده حيث شاءت.
والنبي -عليه الصلاة والسلام- في بعض الأحاديث يقول :
((لاعب ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً، وراقبه سبعاً، ثم اترك حبله على غاربه))
على كلٍ؛ طرح السلام من الإسلام، صغيراً كان أو كبيراً، قريباً أو بعيداً، مسلماً أو غير مسلم، لكني أضرب مثلاً:
فلو أن واحداً مشى في سوق الحميدية اليوم، أو في أيام الازدحام، أو في أيام الأعياد, فهل عليه أن يطرح السلام على كل أولئك؟ لا، ليس هذا وارداً إطلاقاً.
 
 
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

336